ابني يهدهد نفسه قبل النوم.. ماذا أفعل؟

السؤال: ابني عمره 13 سنة وما زال يهدهد نفسه قبل النوم، وقيل لي إنها حالة نفسية فما هي الأسباب؟ وما هو علاج هذه الحالة؟!

يجيب الدكتور/ العارف بالله الغندور (استشاري العلاج النفسي ومدير مركز الخدمة النفسية بجامعة عين شمس) عن هذا السؤال فيقول
من الممكن أن يقوم الطفل ببعض العادات التي تعوَّد عليها خلال فترات الطفولة المبكِّرة، وذلك في محاولةٍ منه للبحث عن وسيلة تعطيه الأمان وتُشعره بالاطمئنان، وذلك إذا كان الطفل يعاني من بعض المخاوف المرضية أو ربما يخشى الدخول في النوم فيصاب بمكروه، وفي هذه الحالة نجد أن الطفل يلجأ إلى عاداتٍ مختلفةٍ تنحصر في نوعين:

النوع الأول: عادات مرتبطة بالطفل، وهي عبارة عن الهدهدة، وقضم الأظافر، ومص الأصابع عند النوم.. إلخ.

النوع الثاني: عادات مرتبطة بأسلوب الأم في التربية، وتختلف هذه العادات من طفل لآخر حسب أسلوب الأم، وقد يستمر الطفل في ممارسة هذه العادات حتى بعد انتهاء مرحلة الطفولة المبكِّرة، وذلك في محاولةٍ منه للشعور بوجود الأم، وهذا مقبول حتى انتهاء مرحلة الطفولة المتوسطة والتي تمتد من 10 إلى 12 سنة.

هذا ويضيف د. العارف بالله أن قيام الطفل بممارسة هذه العادات خلال مرحلة الطفولة المبكِّرة وحتى مرحلة الطفولة المتوسطة ليس بمشكلة على الإطلاق، وإنما المشكلة الحقيقية هي إذا استمر الطفل في ممارسة هذه العادات بعد انتهاء مرحلة الطفولة المتوسطة أي بعد سن الـ 12 سنة؛ وذلك لأن ممارسة الطفل لهذه العادات تدلُّ على عدم قدرته على التخلي عن طفولته الأولى، وبالتأكيد فإن ذلك سيعرِّضه للعديد من المشكلات في المستقبل.

ويوضح د. العارف بالله أنه لا يوجد عرَض سلوكي ليس له علاج، وبصفة عامة فإن السلوك هو الذي يحدِّد مقدار الضرر العائد على الطفل وعلاقته بالآخرين، فإذا لم يحدث ضررٌ فهذا سلوكٌ عاديٌّ، وذلك مثل الهدهدة، وقضم الأظافر، والتبول اللا إرادي، ولكن يجب أن يكون لهذه العادات حدٌّ معيَّنٌ وحتى مرحلة معينة، بمعنى أنه عند ملاحظة عادات الطفل السلوكية وكذلك عاداته الغذائية مع تحديد مشاعره نحو الأم فإنه يمكن معرفة إذا كان هناك اعتدالٌ أم إفراطٌ في هذه العادات، فإذا كان هناك اعتدالٌ فهذا سلوك عادي، ولكن إذا كان هناك إفراطٌ في ممارسة بعض العادات فإن هذا يعني وجود عرَض سلوكي، ويمكن معالجة هذا العرَض من خلال طرق متعددة تنحصر في ثلاثة علاجات، وهي:

1- علاج سلوكي: وفيه يقوم الطبيب المعالج باستبدال سلوك مقبول بهذا السلوك غير المرغوب فيه.

2- علاج تحليلي نفسي: وذلك إذا كان سلوك الطفل مرتبطًا ببعض المشكلات التي يعاني منها.

3- علاج لعبي: وذلك من خلال مساعدة الطفل على ممارسة بعض الألعاب التي تمكنه من التعبير عن مشاعره وصراعاته.

ويضيف د. العارف بالله أنه لا بد من عَرض الطفل على طبيبٍ مختصٍّ عند ملاحظة أي عرَض سلوكي غير طبيعي؛ وذلك لأن العلاج يتوقَّف على الحالة نفسها، وهي تختلف من حالة لأخرى.