استهلال

بسم الله الرحمن الرحيم
استهلال
(( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا )) صدق الله العظيم
ثم الصلاة والسلام علي الحبيب المصطفي الذي خاطبه ربه جل في علاه (( إنك لميت وإنهم لميتون )) وأخبرنا أن الموت حق علي خير البشرية في قوله الكريم (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم ، ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا )) صدق الله العظيم ، وبشر الصابرين بالخير عند الصدمة الأولي في قوله (( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )) .
نعم ياربنا (( إنا لله وإنا إليه راجعون )) فارزقنا الصبر الجميل علي مصيبة فقد الأحبة أولهم خير الأحبة أصل المحبة سيدنا رسول الله وثانيهم كل صحابي جليل ومعلم وعالم قدير وأب حنون وصاحب عند الملمات والشدائد ملاطف ممداً يد العون ومنهم عبدك العارف بالله محمد حسن الغندور .
يارب : إني لا أذكي عليك أحداً من عبادك فسبحانك أنت تعلم السر وأخفي وأنت أرحم بنا وبه لأنك خلقتنا وتعلم سرنا وعلانيتنا ورحمتك أعظم وأوسع من رحمة الأم بولدها ( يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكاري وما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد )) اللهم لا تعاملنا بحسابك وعاملنا بإحسانك برحمتك التي وسعت كل شيئ فقد أخبرتنا عن رحمتك في حديث قدسي شريف (( لو خلقتموهم لرحمتموهم )) فا للهم ارحم عبدك بن عبدك بن آمتك العارف بالله محمد حسن الغندور وارزقه ياربنا في مقامه الذي هو فيه الآن مقام المتقين من قلت فيهم (( إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر )) واجعله في مستقر رحمتك .
اللهم أنت أعلم به وبي وبكل خلقك وقد علمنا حبيبك المصطفي أن دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة بإذن الله طالما أنها دعوة خير .
اللهم إني أدعوك بكل ذل العبد لربه وبكل خضوع وخشوع العبد بين يدي خالقه أن تقبل شهادتي في حق عبدك العارف بالله ، فأنت خير الشاهدين :
اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وجميع خلقك بأن عبدك بن عبدك بن آمتك العارف بالله محمد حسن الغندور قد قام بأداء أمانته ورسالته معي كمعلم وفقيه في علمه بقدر ما علمته أنت سبحانك ، وأنه كان مثالاً للعالم الخلوق الطيب الموجه والمرشد بغير تجهم ولا ضيق ، اللهم أنه قد قربني إليه أخا وصديقا وصفيا وعلمني ما لم أكن أعرفه في علمه وأرشدني لأن أكون معلماً ومدرباً لغيري من طلاب العلم ، اللهم إنه لم يبخل علي أبدا بساعة ولا دقيقة من وقته وقد أخذ علي نفسه في كثير من الوقت أن ينزل من بيته خصيصاً ليلقاني ليعلمني كيف أكون باحثا ذكياً . فاجعل ياربنا كل جهد منه بذله معي ومع طلابه ومريديه في كل مكان في ميزان حسناته وارزقه ياربنا مقاما عليا مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا في جنة الخلد أهل النظر إلي وجهك الكريم (( وجوه يومئذ ناضرة * إلي ربها ناظرة )) (( وجوه يومئذ ناعمة * لسعيها راضية * في جنة عالية )) صدق الله العظيم .
الأخوة الأحباب .. الأصدقاء الأعزاء .. أهل الوفاء للحبيب الراحل عنا جسداًً الحاضر في وجداننا روحا ، الأستاذ الدكتور العالم الجليل العارف بالله محمد حسن الغندور . أستاذ علم النفس ومدير مركز التعليم المفتوح بجامعة عين شمس رحمه الله . كان هذا استهلالاً لابد منه لأنني وأظنكم معي في أن أغلي الهدايا التي يمكن أن نقدمها للراحل الحبيب هي الدعاء الخالص لوجه الله الكريم ، فكل راحل عن عالمنا ينتظر دعوة له تصله من ابن أو صديق أو حبيب أو رفيق عمر أو….الخ . فهي أثمن ما يصل إليه ويفرح به عالم الأرواح وتهنئه عليها الأرواح الذكية بل وتحسده عليها . فأخلصوا الدعاء وأنتم سجود في صلاتكم وأنتم تختمونها وأنتم تشهدون نزول حبات المطر وأنتم تقرأون القرآن وأنتم تتطلعون علي تراثه الذي تركه فينا . ننهل منه ونتعلم به وفيه . واذكروا حكاياته معكم فكلها حكايات خير . وحكاياتي معه هنا ستجدونها في المنتدي الخاص بي الذي أعده الحبيب بن الحبيب الأستاذ شادي العارف بالله في الموقع الخاص بوالده رحمة الله عليه . والتي سوف أحكيها في حلقات مقالية أتوقف في نهاية كل حلقة عند القيمة المستمدة والخلق الذي جسده الحبيب الراحل . ولأن الشاعر قد قال :
المـرءُ بعـد المـوت أُحدوثةُُ …. يفـني وتبـقي منـه آثارهُ
فأحسنُ الحالات حالُ امرئُ …. تطيبُ بعد الموت أخبارهُ .
والعارف بالله له أحبابه من يذكرون ويكتبون أخباره . وبإذن الله تعالي سوف نلتقي يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع مع حكاية من حكاياتي مع الحبيب الراحل الأستاذ الدكتور العارف بالله الغندور . وأول الحلقات تحت عنوان (( لقاء في الغيب ))